أنواع الأمن.. الأمن الاجتماعي أبعاده وأهميته

مفهوم وأنواع الأمن والأمان
تطرقنا في مقالة سابقة، والتي كانت بعنوان مفهوم الأمن والأمان، إلى تعريف الأمن والأمان security، وتوضيح الفرق بينهما، حيث أن الأمان هو نتيجة للأمن، فكلما كان المجتمع أكثر أمنًا شعر أفراده بالأمان فزاد الإنتاج وعم الرخاء والسلام، فالأمن هو أحد المرتكزات الأساسية لنجاح عملية التنمية، والارتقاء، والتطور، والنمو بشتى المجالات في عام 2021، فالإبداع الذهني والفكري، والتخطيط السليم المنظم، والمثابرة العلمية، والتفكير المنطقي، من أهم مقومات وأساسيات التنمية، ولا يتحقق الازدهار لمشروع التنمية الحقيقية إلا في ظل وجود أمن راسخ يدعم ويتيح وجود هذه المقومات، ومقال اليوم عن أنواع الأمن، الأمن الاجتماعي، الامن الاجتماعي، ويمكنك الاطلاع على شركات الامن والحراسة.

أنواع الأمن، الأمن في الإسلام
كما أن الإسلام جعل الأمن في المراتب الأولى من الإيمان، فقد حرم الله على المسلم تخويف غيره، أو خيانته، أو هتك عرضه، أو نهب ماله، أو زهق دمه، أو أي فعل أو قول يترتب عليه عدم شعوره بالأمان، فعلى المسلم أن يجعل من حوله يشعرون بجميع أنواع الأمن، فتحقيق الأمن يحقق الهدف من خلافة الإنسان في الأرض؛ ألا وهي عمارتها، لأنه يمكن الإنسان من توظيف ملكاته، وإطلاق مهاراته، وعرض قدراته، وتحقيق الاستخدام الأمثل لمعطيات الحياة والموارد المتاحة، كما أن شعور الإنسان بالأمان وصدق الله العظيم عندما قال:”فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف”.
أهمية الأمن
يعتبر الأمن بجميع أنواعه ذا أهمية كبيرة للمجتمعات والأفراد، فهو الغاية التي سعى إليها الإنسان الأول منذ بدء الخليقة، كما سعى وتسعى إليه جميع الحضارات، والمجتمعات والأمم على مر العصور، القديمة منها والمعاصرة، غير أن جميع الشرائع السماوية دعت لوجود وتوفير الأمن، وذلك باعتباره ضمانًا لتطور واستمرارية المجتمعات، فجميع دول العالم تعمل دائما وتسعى لضمان وتأمين أمنها الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي والمائي والقومي وغيره من أنواع الأمن، وذلك لأن عدم تحقيق أي من أنواع الأمن يعوق تطورها ونهوضها وتقدمها، لأن الخوف سيكون هو المهيمن على خطواتها، ومقيد لتطلعاتها المستقبلية، ولهذا ومن الضروري تكامل جميع أنواع الأمن في أي مجتمع يعتبر هو الدلالة والمؤشر الحقيقي على وجود بداية فعلية لمستقبل أفضل.

أبعاد الأمن

ما هي أبعاد الأمن؟
من خلال المفهوم الشامل للأمن، فإنه يعني تهيئة الظروف الملائمة والتي تكفل الحياة المستقرة، وذلك من خلال الأبعاد الآتية، البعد الاجتماعي وهو يهدف البعد الاجتماعي إلى توفير الأمن للمواطنين بالقدر الذي يزيد من تنمية الشعور بالانتماء والولاء، والعمل على زيادة قدرة مؤسسات التوجيه الوطني لبث الروح المعنوية وزيادة الاحساس الوطني بإنجازات الوطن واحترام تراثه الذي يمثل هويته وانتماءه الحضاري واستغلال المناسبات الوطنية التي تساهم في تعميق الانتماء، والعمل على تشجيع إنشاء مؤسسات المجتمع المدني لتمارس دورها في اكتشاف المواهب، وتوجيه الطاقات، وتعزيز فكرة العمل الطوعي لتكون هذه المؤسسات قادرة على النهوض بواجبها كرديف وداعم ومساند للجهد الرسمي في شتى المجالات.
البعد السياسي والاقتصادي
أما البعد السياسي يتمثل في الحفاظ على الكيان السياسي للدولة، وحماية مصالحها العليا، واحترام رموزها الوطنية، والثوابت التي أجمع عليها غالبية أفراد المجتمع، وعدم اللجوء إلى طلب الرعاية من جهات أجنبية أو العمل وفق اجندة غير وطنية مهما كانت المبررات، وممارسة التعبير وفق القوانين والأنظمة التي تكفل ذلك، وبالوسائل السلمية التي تأخذ بالحسبان أمن الوطن واستقراره، والبعد الاقتصادي يهدف إلى تلبية الاحتياجات الأساسية، وتوفير الخدمات الضرورية، والعمل على تحسين ظروف المعيشة.
البعد البيئي والديني
ويهدف البعد البيئي إلى حماية البيئة من الأخطار التي تهددها كالتلوث، وبخاصة في التجمعات السكنية القريبة من المصانع التي تنبعث منها الغازات التي تسهم في تلوث الهواء، والأضرار بعناصر البيئة الأخرى من نبات ومياه، إضافة إلى مكافحة التلوث البحري الذي يضر بالحياة المائية والثروات السمكية التي تشكل مصدرًا من مصادر الدخل الوطني، وهذا ما تنص عليه التشريعات المتعلقة بحماية البيئة والاجراءات المتبعه للحد من مصادر التلوث، أما البعد الديني فيتحقق من خلال احترام المعتقد الديني بصفته العنصر الأساسي في وحدة الأمة التي تدين بالاسلام وتتوحد مشاعرها باتجاهه، مع مراعاة حرية الأقليات في اعتقادها، كما أن هذا البعد يتطلب احترام الفكر والإبداع، والحفاظ على العادات والبدع الحسنة والتقاليد الموروثة بالإضافة إلى القيم التي استقرت في الوجدان الجمعي، ودرج الناس على الإيمان بها.
أنواع الأمن، الامن الاجتماعي
تتعدد مجالات وأنواع الأمن، وتتجدد بشكل مستمر، وذلك حسب الحاجة التي تفرضها الأوضاع السياسية والاقتصادية وما يتبعها من تغيرات في المجتمع، ونذكر منها الأمن الاجتماعي؛ تعددت مفاهيم وأبعاد الأمن الاجتماعي social security في ضوء التحولات التي يشهدها العالم مؤخرًا، مع وجود أخطار جديدة وما تبعها من متغيرات تركت آثارها على جميع الجوانب الحياتية، سواء منها ما يتعلق بحياة الفرد أو الجماعة، بل تجاوزت في أحيان كثيرة، الأطر التقليدية لمفهوم الأمن المتعلقة بحماية الإنسان من التهديدات المباشرة لحياته، وتدور مفاهيم الأمن الاجتماعي حول توفير حالة الأمن والطمأنينة والسلام والاستقرار في المجتمع المحلي الداخلي بحيث يستطيع أفراده التفرغ للأعمال الاعتيادية التي يقومون بها بشكل دوري ومستمر.
تعريف الأمن الاجتماعي
يعرف مؤيد العبيدي، الباحث بعلم الاجتماع، بأن الأمن مسؤلية اجتماعية بوصفه ينبع من مسؤولية الفرد تجاه نفسه وأسرته، فنشأت أعراف القبيلة وتقاليدها لتصبح جزءًا من القانون السائد، بينما يعرف الدكتور إحسان محمد الحسن، أستاذ علم الاجتماع، الأمن الاجتماعي بأنه هو سلامة الأفراد والجماعات من الأخطار الداخلية والخارجية التي قد تتحداهم، كالأخطار العسكرية وما يتعرض له الأفراد والجماعات من القتل والاختطاف والاعتداء على الممتلكات بالتخريب أو السرقة.
وفي سياق آخر يرى جمع من علماء علم الاجتماع أن غياب أو تراجع معدلات الجريمة يعبر عن حالة الامن الاجتماعي، وأن تفشى وزيادة معدل الجرائم يعني حالة غياب الأمن الاجتماعي، فمعيار الأمن الاجتماعي منوط بقدرة المؤسسات الحكومية والأهلية في الحد من الجريمة والتصدي لها، وأن حماية الافراد والجماعات من مسؤوليات الدولة من خلال فرض النظام، وسيادة القانون ، بواسطة الأجهزة القضائية والتنفيذية، واستخدام القوة إن تطلب الأمر؛ ذلك لتحقيق الأمن والشعور بالعدالة التي تعزز الانتماء إلى الدولة بصفتها الحامي والأمين لحياة الناس وممتلكاتهم وآمالهم بالعيش الكريم.
مقومات الأمن الاجتماعي
يقوم الامن الاجتماعي على مقومات وأسس، والتي هي بحاجة كل إنسان، وبدونها تتبدد الآمال بالاستقرار والسلام، والغد الأفضل، ومن هذه المقومات فرض وسيادة القانون، فعندما يسود القانون تطمئن النفوس، ويشعر كل فرد في المجتمع بأنه في مآمن من أي متجاوز يتطاول عليه أو على ممتلكاته، فهيبة القانون تستثير في النفوس الشريرة الخوف من العقاب جراء أي تجاوز في حق الآخرين، وهذا الخوف من العقاب أكبر رادع يمنعهم من القيام بأي تخويف للآخرين، فيكون الناس في مأمن، ومن مقومات الأمن الاجتماعي أيضا التكافل الاجتماعي، فمن أسس أي مجتمع صالح وجود التعاطف والود بين أفراده، فكل فرد فيه يحمل عاطفة وشعور إيجابي نحو الآخرين، ومما يذكر أيضا من مقومات الأمن الاجتماعي التعايش، والتسامح ونبذ العنف، والتعاون الاقتصادي، والمشاركة، والشعور بالمسئولية، والمواطنة.
24 تعليقات