توب ستورى

حكمت أبو زيد.. قصة قلب الثورة الرحيم التي اتهمها السادات بالإرهابية

رحلت في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١١،الدكتورة حكمت أبوزيد، صاحبة مشروع الأسر المنتجة وفكرة الرائدات الريفيات، والتي أرست فكرة الأم المثالية وطالبت بتحويل عيد الأم الى عيد الأسرة.

حكمت أبو زيد التي وصفها عبد الناصر بقلب الثورة الرحيم ، تخرجت من كلية الآداب قسم التاريخ وسافرت الى بريطانيا للحصول على الدكتوراة وعادت لتعمل أستاذة فى الجامعة.

حكمت أبو زيد، انضمت الى معسكرات المقاومة الشعبية قبل حرب 56، وشاركت فى لجنة المائة التى كانت تناقش الميثاق وجهزت رأيا وطلبت من رئاسة الجمهورية أن تكون من المتحدثين فى الجلسة التى سيحضرها جمال عبد الناصر، وبالفعل حضرت وتحدثت عن وضع المرأة الضعيف فى العهد الجديد.

استمع اليها عبد الناصر إليها باهتمام وما هى إلا أيام حتى أبلغها على صبرى بتعيينها وزيرة للشئون الاجتماعية لتصبح أول وزيرة تعين فى مصر.

أسست حكمت أبو زيد أهم المشروعات التى مازالت محل اهتمام وزارة الشئون الاجتماعية إلى اليوم منها محو الأمية، مؤسسات رعاية الأطفال ، كما تولت المسئولية أثناء حادث تهجير النوبة .

وابتدعت فكرة اختيار الأم المثالية ومشروع الرائدات الريفيات الذى اعتمدته الأمم المتحدة كمشروع اجتماعى نموذجى يمكن تطبيقه فى دول العالم .

تقول حكمت أبو زيد: اصدرت قرارا بإطلاق اسم قصر على بيوت الثقافة المنتشرة فى المدن والمراكز وقد أبلغنى الدكتور ثروت عكاشة إعجاب الرئيس وشكره على هذا القرار الذى خفف من وقع كلمة قصر على آذان البسطاء لارتباطها بالقهر فأصبحت الآن مرتبطة بالنشاط الثقافى.

أما عن مأساتها مع عهد السادات قالت أبو زيد: بعد وفاة الرئيس عبد الناصر و خروجي من الوزارة اخترت أن أخوض الانتخابات وسط الشعب، ونزلت دائرة مصر القديمة وبعد نجاحي دخلت الاتحاد الاشتراكي ثم اللجنة المركزية وكنت ايضا السيدة الوحيدة .
 
كان لى علاقة وقتئذ مع السيدة جيهان السادات وكان عبد الناصر قد دعا رائدة الفضاء السوفيتية كريستوفا لزيارة مصر ومات قبل أن تصل كريستوفا الى مصر، وجاءت الرائدة احتراما لدعوته فاتصلت بى جيهان السادات لأعد برنامج لاستقبالها والاحتفال بها، كانت العلاقة بيننا خالية من أي أبعاد سياسية أو شخصية.. لكن بدأ الخلاف يطرح نفسه مع وجود اختلاف فى وجهات النظر حول السلام.

وبدأ الصراع حين ذهبنا إليه كوفد ومعنا شعراوي جمعة وطلبنا من استكمال بناء مشروع عبد الناصر الذى وعد باستكماله فأكد لنا أنه لن يحيد عن النهج، وقلت موقفي صراحة حيال معاهدة السلام مع إسرائيل، ويومها استشعر زوجى الخطر، وحدث اعتقالات مايو التى اطلق عليها السادات ثورة التصحيح وزادت الضغوط علينا.

وعندما قررنا السفر إلى ليبيا للعمل هناك بالجامعة أنا وزوجي عرض عليا السادات رئاسة المجالس القومية المتخصصة أو عمادة كلية البنات فصممنا على السفر، إلا انه عند خروجي أطلق السادات علي فى خطبه وصف الجاسوسة والإرهابية ورغم ذلك لم نتعامل فى ليبيا كسياسيين أو نطلب حق لجوء سياسى قط ، فقط كنت مختلفة مع  توجه السادات إلى إسرائيل.

وجهت لى تهمة الاشتراك مع الفريق متقاعد سعد الشاذلى بالتحريض على قلب نظام الحكم وسحبت مني الجنسية وكذلك زوجي وكنت أدرس علم النفس فى ليبيا.

بعدما خرجنا فى مظاهرة مع بعض أفراد الجاليات العربية إلى السفارة المصرية ضد معاهدة السلام.. لكن انضم الينا بعض الدخلاء وأحرقوا السفارة وصورهم التليفزيون الألمانى فطالبت النائبة كريمة العمروسي فى مجلس الشعب بإسقاط جنسيتي.

وبعد قتل السادات رفعت دعوى فى المحكمة الدستورية وأخذت حكم من الدستورية ببراءتي من تهمة الخيانة وعدت الى مصر 1992، ورفعت الحراسة المفروضة على شقتنا بالزمالك.

ليوبارد لخدمات الامن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى