توب ستورى

اتفاقية الرحيل.. أسباب انسحاب القوات الأمريكية من العراق

تنهتي مهام القوات القتالية للقوات الأمريكية في العراق، بنهاية العام الجاري، بعد أكثر من 18 عاما، وذلك وفقا لاتفاقية رسمية تقضي بإنهاء تواجد القوات في بلاد الرافدين، بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي.

مجلة «الإيكونومست» البريطانية، قالت أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش توقع هزيمة قاسية عندما بدأت القنابل الأمريكية الأولى في السقوط على العراق في التاسع عشر من  مارس 2003.

وحذر «بوش» في حينه، من أن شن حملة على أرض وعرة لدولة كبيرة بحجم كاليفورنيا يمكن أن يكون أطول وأصعب مما يتوقعه البعض، وسيتطلب مساعدة العراقيين على إنجاح بلد موحد ومستقر وحر، ومع ذلك، ربما لم يكن يتخيل أن الجنود الأمريكيين المقاتلين سيبقون في العراق بعد 18 عاما، ليخدم آباء وأبناء في الحرب ذاتها، بحسب المجلة.

ورأت المجلة أن تلك الحقبة الآن تقترب من نهاية رمزية، ففي 26  يوليو قال الرئيس جو بايدن إن “المهمة القتالية الأمريكية في العراق ستنتهي بحلول نهاية العام”.

 

ويأتي هذا التراجع _تماما كما ينسحب الأمريكيون أيضا من أفغانستان_ بعد ما يقرب من عقد من الزمن بعد أن سحب باراك أوباما قواته من العراق، قبل أن يعيدهم عام 2014 بعد هجوم تنظيم داعش على المدن العراقية.

 

وفي السنوات التي تلت ذلك، مكنت المخابرات الأمريكية والقوات الخاصة والضربات الجوية القوات العراقية والمقاتلين الأكراد والميليشيات المدعومة من إيران من تفكيك ”الخلافة“ التي أقامها داعش.

 

وأضافت المجلة أن المتطرفين سقطوا لكنهم لم يخرجوا، وحذر تقرير للأمم المتحدة نُشر في 21 يوليو من أنهم تحولوا مرة أخرى إلى “تمرد متخندق” قادر على مهاجمة بغداد وتهديد الطرق بين المحافظات الرئيسة.

 

ومع ذلك، غضب السياسيون العراقيون من جميع الأطياف العام الماضي من الضربات الجوية الأمريكية التي أمر بها دونالد ترامب ضد قاسم سليماني، الجنرال الإيراني الكبير الذي كان يزور العراق، ودعا البرلمان العراقي إلى انسحاب القوات الأجنبية.

 

وأشارت إلى أن أمريكا لا تغادر العراق في الواقع، إذ يقول بايدن، الذي أدرك الانهيار الوشيك للحكومة العراقية في عام 2014، إن الأمريكيين سيواصلون تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لهم، و”التعامل مع داعش عند ظهوره”، وبالتالي، فإن معظم القوات الأمريكية في العراق البالغ عددها 2500 جندي سيبقى هناك.

 

وترى المجلة أن التناقض مع الحالة الأفغانية يبدو واضحا جدا، إذ أعلن بايدن انسحابا أكثر شمولا من الانسحاب من العراق في  أبريل، باستثناء بضع مئات من قوات حراسة السفارة في كابول.

 

وأوشكت هذه العملية على الاكتمال مع تقدم كبير لحركة طالبان، ويعكس الاختلاف في النهج إلى حد كبير التهديدات التي تشكلها المجموعتان.

 

وعلى الرغم من أن طالبان لا تزال قريبة من القاعدة، إلا إن طموحاتهم الخاصة تكمن داخل أفغانستان، أما الموالون لداعش فقد شنوا هجمات وأنشؤوا فروعا حول العالم.

 

وذكرت أن نهاية المهمة القتالية الأمريكية في العراق والانسحاب من أفغانستان يمثلان بداية تحول أكبر في موقف أمريكا في الشرق الأوسط الكبير، إذ أنشأت أمريكا قواعد أكبر في الشرق الأوسط للمرة الأولى في التسعينيات، كجزء من جهودها لاحتواء كل من إيران الثورية وعراق صدام حسين.

 

وتابعت المجلة، أن نطاق هذا الوجود اتسع وتضخم حجمه بعد هجمات الـ11 من  سبتمبر 2001، إذ سعت إدارة بوش إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وسعى كل من أوباما وترامب والآن بايدن، بطرقهم الخاصة، إلى إيجاد طرق لإنهاء حروب أمريكا الطويلة.

ليوبارد لخدمات الامن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى