معركة «نسيب» أشهرها: تاريخ طويل من الانتصارات المصرية على تركيا
الجيش المصري بقيادة قايتباي وعلي بك الكبير وإبراهيم باشا وصل إلى قلب الدولة العثمانية وأوروبا تدخلت خوفا من قوة مصر

في مثل هذا اليوم 24 يونيو عام 1839 ، انتصرت القوات المصرية التي أرسلها محمد علي باشا على الجيش العثماني في معركة « نسيب » أو «نزيب» كما يطلق عليها المؤرخون الأتراك عليها.
ولمن لا يعرف التاريخ فهذ ليست المعركة الأولى التي انتصرت فيه قوات مصرية على قوات عثمانية بل سبقها معركتان هما «أضنة» وهى المعركة التي قادها السلطان المملوكي، الأشرف قايتباي، ومعركة «دمشق» والتي قادها شيخ البلد، علي بك الكبير.
فقد استمرت الحروب بين الجانب المصري والتركي او العثماني لفترة زمنية طويلة امتدت لنحو 3 قرون كاملة.
معارك أضنة
الزمان: (1484-1491)
المكان: خارج أسوار مدينة أضنة (جنوب تركيا حاليا)
الطرفان: المماليك بقيادة السلطان الأشرف قايتباي – العثمانيون بقيادة السلطان بيازيد الثاني
في نهاية القرن الـ15، رأى السلطان العثماني، بيازيد الثاني، أن الفرصة حانت للانقضاض على أملاك المماليك في مصر والشام، واستغل لجوء علي دولات “وهو أمير تركماني من إمارة ذو لقادر الحدودية شمال الشام” إليه، في البدء بحملة عسكرية واسعة استهدفت انتزاع الحصون المملوكية المتاخمة للعثمانيين.
بدأت الحرب بين المماليك والعثمانيين في رمضان 889 هـ/1484م، عندما جاءت الأخبار من حلب بأن وردبش، نائب المدينة، خرج في جمع من العساكر وتقاتل مع علي دولات وقد أمده بيازيد الثاني بجمع كبير من عساكره، فلما التقى العسكران وقع بينهما وقعة مهولة، انكسر فيها العسكر الحلبي وقتل وردبش نائب حلب.
وسرعان ما استجمع المماليك قوتهم وعادوا وحققوا النصر على العثمانيين بقيادة الأمير المملوكي، تمراز، والذي دخل حلب ومعه ألوية بيازيد الثاني وهي منكسة.
هزائم متوالية للعثمانيين اما المصريين
وفي شهر شعبان من العام التالي 890 هـ/1485م، هاجم الجيش العثماني الحدود المملوكية شمال سوريا من جديد. فرد السلطان المملوكي قايتباي بإخراج قوة عسكرية كبيرة من مصر تحت قيادة الأتابكي أزبك.
وكانت المعركة الكبرى في هذه الأحداث في فبراير 1486م، حيث اصطدم الجيشان العثماني والمملوكي خارج مدينة أضنة، وهُزم العثمانيون الذين كانوا تحت قيادة “قره كوز محمد باشا” في الجولة الأولى من المعركة، ثم تلقوا هزيمة ثانية على يد المماليك في مارس 1486م، رغم الإمدادات التي أرسلها إليهم “بيازيد الثاني” مع صهره “هرسك زاده أحمد”، بل ووقع الأخير نفسه في أسر الجيش المصري.
أرض المعركة
وفي عام 1488م، عاود العثمانيون هجومهم على المماليك، وللمرة الثانية، اختار الطرفان الساحة المفتوحة خارج أضنة للقتال. وفي 26 أغسطس 1488م، أحرزت القوات العثمانية تفوقًا أوليًا على الجناح الأيسر، ثم سرعان ما صعقتها حقيقة انسحاب التركمان من بني قرمان إلى صفوف المماليك، ما فرض عليها الهزيمة والانسحاب سريعًا من ميدان المعركة، وترك الفوز مرة أخرى من نصيب الجيش المصري.
وأخذ المماليك هذه المرة زمام المبادرة فقد هاجموا قيصرية عام 1490، ثم خرج جيش من مصر بقيادة “الأتابكي أزبك”، واشتبك مع العثمانيين في معركة جديدة انتهت بانتصار الجيش المصري.
الاستسلام للواقع هو الحل
وبعد هذه الهزيمة الكبيرة تأكد “بيازيد الثاني” أنه لن يتمكن من إلحاق الضرر بالمماليك، فآثر الركون للسلام، وبعث وفدًا إلى القاهرة نزل من قلعة الجبل بعد لقائه بالأشرف قايتباي ليعلن السلام أخيرًا بين الدولتين.
معركة دمشق
الزمان: 1771
المكان: خارج أسوار دمشق (العاصمة السورية)
الأطراف: المماليك المصرية بزعامة شيخ البلد “علي بك الكبير” الذي كان يحكم مصر حينها – العثمانيون بزعامة السلطان “مصطفى الثالث”.
ففي العام 1767، حسم الأمير المملوكي “علي بك الكبير” مشيخة البلد في القاهرة لصالحه، وكان يعتبر شيخ البلد في ذلك الوقت هو الحاكم الفعلي لمصر، بعد أن ضعفت السلطة المركزية للعثمانيين في المحروسة ممثلة في شخص الوالي العثماني والذي كان يقيم في قلعة الجبل.
طموح علي بك الكبير
وفور تخلصه من خصومه، تأكد للجميع أن “علي بك الكبير” يطمح إلى ما هو أعلى من مجرد القبض على السلطة في مصر وحكمها نيابة عن العثمانيين، وأن رغبته الحقيقية هي الاستقلال بالبلاد عن السلطنة العثمانية نهائيًّا.
وكان العثمانيون في ذلك الوقت ينالون الهزائم المتوالية في حربهم أمام روسيا القيصرية، فاستغل “علي بك” ذلك الوضع واستصدر أمرًا من الديوان بعزل الوالي العثماني، وتولى هو منصب “القائمقام” بدلًا من الوالي المخلوع في 11 ديسمبر 1768.
أبو الدهب يستولي على الحجاز
وعلى الفور تبع ذلك قيام “علي بك” بمنع قدوم الولاة الأتراك من إسطنبول إلى القاهرة، كما أنه عمد في نفس السنة 1768 إلى إيقاف إرسال الأموال المقررة سنويًّا على مصر إلى الدولة العثمانية، ولأن ذلك لم يكن كفاية، فقرر إرسال جيشًا بقيادة مملوكه، “محمد بك أبو الذهب” إلى الحجاز في يونيو 1770.
علي بك خادم الحرمين الشريفين
ونجح أبوالدهب في ضم المدينتين المقدستين، مكة والمدينة، إلى الدولة المصرية الجديدة التي يقودها “علي بك الكبير”، ما منح الأخير الفرصة للتسمي بلقب خادم الحرمين الشريفين، وهذه المرة الأولى التي يفقد العثمانيون فيها ذلك اللقب، منذ استولى “سليم الأول” على مصر والحجاز في عام 1517.
وبدأ الطوح يزدادا لأكثر فأكثر فانتقل “علي بك” بعد ذلك إلى بلاد الشام، واستغل فرصة استنجاد “ظاهر العمر” والي عكا به ضد العثمانيين الأتراك، وبدأ في إنفاذ الحملات العسكرية من القاهرة إلى سوريا لانتزاعها من قبضة إسطنبول.
تجهيز 40 ألف جندي للشام
اختار علي بك المملوك محمد أبو الذهب مرة أخرى لقيادة حملته الجديدة للشام، وأخرجه على رأس جيش كبير يتألف من نحو 40 ألف جندي للزحف على سوريا، وأعلن أن الغرض من الحملة هو إيواء “عثمان العظم” والي دمشق لخصوم “علي بك” وإعدادهم للإغارة على مصر.
وبالفعل سريعًا، تمكن محمد أبو الذهب من تحقيق انتصارات كبيرة على الجيوش العثمانية المتفسخة، فاستولى على غزة والرملة، ولما اقتربت قواته من بيت المقدس خرج إليه حاكمها وقضاتها وأعيانها، ورحبوا بقدوم الحملة المصرية التي دخلتها دون قتال.
ثم استسلمت يافا بعد حصار دام شهرين، ثم انضمت قوات الشيخ “ظاهر العمر” إلى القوات المصرية ففتحوا صيدا، ولم يبقَ أمامهم سوى دمشق، والتقى الجيشان الحليفان بالجيش العثماني الذي لم يستطع المواجهة والصمود، ولقي هزيمة كبيرة، ليدخل محمد أبو الذهب بعد المعركة إلى دمشق في 6 من يونيو 1771.
الخديعة
والغريب أنه في الوقت الذي كان فيه يحتفل “علي بك الكبير” بانتصاره الكبير في القاهرة، كان “محمد أبو الذهب” يتوقف عن العمليات العسكرية ضد العثمانيين، ويستعد للرجوع إلى مصر، ليس للمشاركة في الاحتفالات وإنما للقضاء على علي بك الكبير، بعد أن نجح العثمانيون في استمالته وإغرائه بحكم مصر إن هو قضى على سيده.
تمرد التلميذ على الأستاذ
وبالفعل عاد أبو الذهب سريعًا إلى مصر، وسحب في طريق عودته جميع الحاميات التي كان قد أقامها في البلاد المفتوحة، وبدأ يحارب أستاذه “علي بك”، وقد عجز الأخير عن اتخاذ قرار صارم ضد تابعه الذي خرج عليه، ولم يعد هناك مفر من الصدام بين الرجلين، وانتهت الغلبة فيه لأبي الذهب الذي كان يملك زهرة جنود الجيش المصري، واضطر “علي بك الكبير” إلى مغادرة القاهرة، والالتجاء إلى صديقه “ظاهر العمرط، في فلسطين، ومعه ثروته الضخمة و7 آلاف من فرسانه ومشاته، وبدأ في تنظيم قواته والاتصال بقائد الأسطول الروسي الذي راح يمنيه بقرب وصول المساعدات، لكن هذه الوعود تمخضت عن ثلاثة مدافع وبضعة ضباط وعدد من البنادق فحسب.
تعجل علي بك العودة إلى مصر على غير رغبة “ظاهر العمر”، الذي نصحه بالتريث والتمهل، حتى إذا وصل إلى الصالحية بالشرقية، التقى بجيش “أبي الدهب” في 26 أبريل 1773 في معركة كان النصر فيها حليف الأخير، وأصيب “علي بك” في هذه المعركة بجراح، نقل على أثرها إلى القاهرة، حيث قدم له مملوكه “أبو الذهب” الرعاية الطبية، لكن ذلك لم يغنِ شيئًا، فمات في 8 من مايو 1773.
معركة نسيب
الزمان: 1839
المكان: شرق عنتاب (جنوب تركيا حاليا)
الأطراف: المصريون بقيادة “إبراهيم باشا بن محمد علي” والي مصر – العثمانيون بزعامة السلطان “محمود الثاني”
ففي عشرينيات القرن الـ19، أرسل “محمد علي باشا” والي مصر أسطوله البحري لمعاونة السلطان “محمود الثاني” في القضاء على الثورة اليونانية.
وفي معركة نفارين 1827، دُمر الأسطولان المصري والعثماني تمامًا على يد تحالف أوروبي من بريطانيا وفرنسا كان يناصر الثوار اليونانيين، وبعد هذه الخسارة الفادحة، طالب “محمد علي” السلطان بالوفاء بوعده ومنحه بلاد الشام مكافأة على الجهد الحربي الذي بذله المصريون في اليونان، ولكن “محمود الثاني” رفض ذلك، واكتفى بمنح “محمد علي” جزيرة كريت، الأمر الذي أغضب الباشا في القاهرة، ودفعه للتصميم على انتزاع الأراضي السورية بالقوة من السلطنة العثمانية.
افتعل محمد علي خلافًا مع عبد الله باشا والي عكا، مطالبًا إياه بإعادة المال الذي كان قد قدّمه إليه، وإعادة الفلاحين المصريين الفارّين من دفع الضرائب ومن الخدمة في الجندية، ولمّا ماطل عبد الله باشا في تلبية طلب محمد علي، اتخذ هذه المماطلة ذريعة للهجوم على الشام.
زحف قوات إبراهيم باشا
وزحف الجيش المصري باتجاه فلسطين في 14 أكتوبر سنة 1831 تحت قيادة إبراهيم باشا بن محمد علي، وسيطر على مدنها من دون مقاومة تُذكر، باستثناء عكا التي ضرب عليها حصارًا مركزًا برًا وبحرًا حتى لا يأتيها المدد بحرًا فلا يقوى على فتحها، كما حصل لنابليون بونابرت من قبل حين حاصرها سنة 1799، وبينما كانت تقاوم حصار إبراهيم باشا، كان أبناء الأمير بشير الشهابي، أمير جبل لبنان وحليف الباشا، ومعهم جنود مصريون، يسيطرون على صور وصيدا وبيروت وجبيل، ولمّا استعصت عليهم طرابلس، أسرع إبراهيم باشا لنجدة حلفائه، ولم تلبث أن سقطت في أيديهم.
حلب تستعد
أصاب الدولة العثمانية الاضطراب والخوف من زحف الجيش المصري، وعدّت ذلك عصيانًا وقامت للتصدي له، واصطدم جيش عثماني، بقيادة عثمان باشا والي حلب، بالجيش المصري في سهل الزرّاعة جنوبي حمص، إلا أنه انهزم أمامه.
حصار عكا
ثم عاد إبراهيم باشا إلى عكا لمواصلة حصارها، فدخلها عنوة في 28 مايو 1832، وأسر عبد الله باشا وأرسله إلى مصر، وتابع القائد المصري زحفه باتجاه الشمال، بعد سيطرته على عكا، فدخل دمشق مع الأمير بشير وجيشه بعد أن قاتلا والي المدينة، ورحّب السكان به لأنهم كانوا أقرب إلى الرغبة في تغيير حكامهم بفعل مساوئ الولاة العثمانيين.
غضب الباب العالي لسقوط عكا ودمشق وسيطرة المصريين على جنوب الشام، وخشي السلطان أن يتزعزع مركزه أمام انتصاراتهم، فحشد جيشًا آخر بقيادة السر عسكر حسين باشا ودفعه لوقف الجيش المصري، وإجبار المصريين على الانسحاب من بلاد الشام، وأصدر في الوقت نفسه فرمانًا أعلن فيه خيانة محمد علي باشا وابنه إبراهيم للسلطة الشرعيّة.
معركة حمص
اصطدم إبراهيم باشا بالجيش العثماني الجديد في معركة حمص وتغلّب عليه في 29 يونيو سنة 1832، وسيطر على حماة ودخل إثر ذلك مدينة حلب، وتأهب لاستئناف الزحف باتجاه الشمال.
في المقابل انسحب حسين باشا شمالًا، بعد خسارته، وتمركز في ممر بيلان وهو أحد الممرات الفاصلة بين بلاد الشام والأناضول، فلحقه إبراهيم باشا واصطدم به وتغلّب عليه، وطارد من بقي من جيشه حتى اضطرهم إلى مغادرة المنطقة عن طريق ميناء الإسكندرونة وسيطر على الممر، كما احتل ميناء إياس، شمالي الإسكندرونة، ودخل ولاية أضنة وطرسوس.
احتلال قونية
ولأن الانتصار يشجع على حصد المزيد من المكاسب فقرر إبراهيم باشا على مواصلة طريقه، فتقدم في داخل بلاد الأناضول حتى بلغ مدينة قونية، وكان العثمانيون قد تجمعوا ليدافعوا عن قلب السلطنة، ودارت فيها معركة قونية في 20 ديسمبر سنة 1832، ونجح القائد المصري في التغلّب عليهم وأسر قائدهم الصدر الأعظم، محمد رشيد باشا.
الطريق لاسطنبول
بهذا النصر، انفتحت الطريق أمام إبراهيم باشا إلى إسطنبول، حتى خُيّل للعالم أن نهاية السلطنة العثمانية أصبحت قريبة، وارتعدت فرائص السلطان الذي خشي من تقدم إبراهيم باشا نحو العاصمة، فاستنجد بالدول الأوروبية للوقوف في وجه الخطر المداهم، فلم تنجده إلا روسيا، إذ كانت بريطانيا منهمكة في شؤونها الداخلية، وكانت فرنسا تؤيد محمد علي وتتعاون معه، ووقفت كل من النمسا وبروسيا على الحياد.
المصالح الأوروبية
ولأن الدول الأوروبية تسعى دائما وراء المصالح والمكاسي الخاصة فتوسطت فرنسا وبريطانيا بين محمد علي باشا وبين السلطان محمود الثاني لعقد الصلح، ليسا حبا لطرف على الآخر بل خشية الاستحواذ الروسي على النصيب الأكبر من التركة العثمانية، وهو ما أدى إلى توقيع اتفاقية كوتاهية، في 4 مايو سنة 1833، وفيها تنازل الباب العالي عن كامل بلاد الشام، وأقرّ لمحمد علي باشا بولاية مصر وكريت وكامل سوريا الطبيعية (بما يشمل لبنان وفلسطين وأضنة)، وبولاية ابنه إبراهيم على جدّة.
معاهدة “كوتاهية”
لكن “كوتاهية” لم تكن سوى تسوية مؤقتة بين الجانبين المصري والتركي. فمحمد علي باشا لم يوافق على عقدها إلا خشية من تهديد الدول الأوروبية، وكذلك السلطان محمود الثاني من جهة أخرى وافق على عقدها مكرهًا تحت ضغط الأحداث العسكرية والسياسية، وهو عازم على استئناف القتال في ظروف أفضل لاستعادة نفوذه في بلاد الشام ومصر.
وقد اتبع السلطان العثماني سياسة تحريض سكان الشام ضد الحكم المصري، كما قام بحشد القوات لضرب الجيوش المصرية وإرغامها على الخروج من البلاد، بمساعدة بريطانيا، وهكذا أضحت الحرب بين الجانبين المصري والتركي أمرًا لا مفر منه، وجرت الاستعدادات الحربية في إسطنبول بشكل نشط ومكثف.
الهزيمة الكبرى للعثمانيين في “نسيب”
وفي ربيع العام 1839، استغل السلطان ثورة سكان الشام على الحكم المصري، ودفع بجيش بقيادة حافظ باشا إلى شمال سوريا أمره بطرد الجيش المصري من الشام، وفي حلب التقى الفريقان من جديد في 15 يونيو سنة 1839، حيث مُني الجيش العثماني بخسارة فادحة وكارثية في معركة نسيب (الواقعة شرق عنتاب)، إذ كاد الأتراك أن يفنوا عن بكرة أبيهم، وأسر المصريون منهم نحو خمسة عشر ألف جندي، كما غنموا كميات هائلة من الأسلحة والمؤن، وتوفي السلطان محمود الثاني قبل أن يبلغه نبأ تلك الهزيمة.
وكاد السلطان العثماني الجديد، عبد المجيد الأول، أن يعقد تسوية جديدة مع محمد علي، يعترف فيها بسلطة الباشا على مصر والشام، وجعلهما وراثية في آل بيته، لولا تدخل الدول الأوروبية التي عقدت في العام 1840 مؤتمرًا في لندن انتهى إلى عرض ولاية مصر فقط بشكل وراثي على محمد علي باشا، وهددت بالحرب إن رفض، فأذعن الباشا خوفًا من خسارة مصر نفسها، ووقّع اتفاقية وعد فيها الجلاء عن بلاد الشام بشرط ضمان ولايته الوراثية لمصر، فأصدر السلطان فرمانًا بجعل ولاية مصر وراثية لمحمد علي باشا، لتنتهي بتلك الصورة الحرب العثمانية – المصرية.