هدفها جمع المال مقابل شهادات مضروبة.. الحرب على أكاديميات بيع الوهم
نائب: هناك 3 طرق للنصب علي الطلاب وعلى الوزارة الانتباه جيدا

خبير أمني: هدفهم تحقيق الثراء السريع على حساب العملية التعليمية
المتحدث بإسم وزارة التعليم العالي:لدينا ضبطية قضائية ونتابع ما يحدث
كتب شريف حمادة
تمكنت أجهزة الأمن القبض على شخص ، تخصص في النصب والاحتيال على المواطنين، بمركز تعليمي وهمي، اوهم ضحاياه بالحصول على شهادات دراسية وهمية، بعد ان أكدت معلومات وتحريات فرع الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بشرق الدلتا قيام أحد الأشخاص بالدقهلية بإدارة كيان تعليمى وهمى «دون ترخيص»، يحتال به على راغبى الحصول على شهادات جامعية، وترويجه شهادات دراسية «مزورة» بزعم منح الدارسين دورات تعليمية تدريبية في مجالات مختلفة تمكنهم من الإلتحاق للعمل بالهيئات والمؤسسات الكبرى بالداخل والخارج، فضلاً عن قيامه بتنظيم دورات تدريبية ودراسية وهمية بهدف إستقطاب العديد من الأشخاص راغبى الحصول على تلك الشهادات وتحصله منهم على مبالغ مالية نظير ذلك.
الإعتماد الجامعي مزور
عقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن الدقهلية، تم إستهداف مقر الأكاديمية وتم ضبط المتهم، وعُثر على 2 بروتوكول أكاديمى منسوب لإحدى الجامعات «مزور» ومن طلبات الإلتحاق بالأكاديمية المشار إليها بأسماء أشخاص مختلفة ودفاتر تحصيل رسوم وإيصالات إستلام نقدية تفيد إستلام مبالغ مالية ومبلغ مالى وعدد من الكتب الخاصة بالمواد العلمية خاصة بعدد من المجالات المختلفة و4 أكلاشيه خاص بالأكاديمية، وكذا طابعة وماسح ضوئى و4 أجهزة «لاب توب» ، وبمواجهته أقر بنشاطه الإجرامى، تم إتخاذ الإجراءات القانونية.
ليست الأولى
القضية ليست الأولى من نوعها فمؤسسات الدولة تعاني من الكيانات الوهمية التي تستغل حاجة المواطنين للنصب عليهم وتحقيق أرباح مالية طائلة بالنصب على الدراسين، ومنحهم شهادات «مضروبة» مقابل عائد مادي، وذلك ضمن المحاولات المستمرة لإفساد العملية التعليمية.
ويستخدم مرتكبوا تلك الجرائم كافة الطرق لجمع الأموال مستخدمين التقنيات الحديثة والمتطورة ظناً منهم بأنهم بمنأى عن أعين الأمن، لكن سرعان ما يتساقط المتهمون الواحد تلو الآخر، في ضربات أمنية متكررة.
فقد تم في نوفمبر الماضي كشفت مباحث الأموال العامة عن أكاديمية وهمية بالدقهلية للنصب والاحتيال على الطلبة راغبي الحصول على شهادات عليا؛ والاستيلاء منهم على مبالغ مالية، وضبطت القائمة على إدارتها.
أكاديمية وهمية في دكرنس
جاء ذلك بعدما أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، أن سيدة حاصلة على بكالوريوس، مقيمة بدائرة قسم شرطة دكرنس بمحافظة الدقهلية، تدير كيانًا تعليميًا وهميًا “بدون ترخيص”، بدائرة مركز شرطة دكرنس.
وأضافت التحريات أنها اتخذته وكرًا لممارسة نشاطها الإجرامي في مجال الاحتيال على طلبة الثانوية العامة والأزهرية، والمعاهد الفنية راغبي الحصول على شهادات جامعية والشهادات العليا.
وأشارت إلى أنها أوهمتهم بأن الأكاديمية تمنح الدارسين شهادات تخصصية معتمدة من الجامعات المصرية بمجالات التمريض، تركيبات الأسنان، التحاليل الطبية، العلاج الطبيعى، مساعد صيدلى، مساعد طبيب أسنان الأشعة، مساحة خرائط، صحافة وإعلام.
تحصيل 13 ألف جنيه من الطالب
وتحصلت منهم على مبالغ مالية نظير ذلك تراوحت بين 8800 إلى 13000 جنيه من كل شخص.
وفي ديسمبر الماضي نجح رجال مباحث الأموال العامة في ضبط صاحب أكاديمية تعليمية «غير مرخصة» تخصص في النصب على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بزعم منحهم شهادات دارسية موثقة تعادل الشهادات الجامعية خلافاً للحقيقة ومنحهم شهادات دبلومات مهنية معتمدة دولياً وتوفير فرص عمل للدارسين، بمواجهته اعترف بالواقعة.
توصلت تحريات إدارة مكافحة جرائم التزييف والتزوير عن قيام أحد الأشخاص بإنشاء كيان تعليمى وهمى بدون ترخيص «أكاديمية» كائن بمنطقة النزهة الجديدة بالقاهرة، واتخاذه وكراً لممارسة نشاطه الإجرامى في الاحتيال على الشباب راغبى الحصول على الشهادات الجامعية، وقام بالإعلان على مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعى زاعماً كونه وكيلاً للعديد من الجامعات الأجنبية، وأن الأكاديمية تمنح الدارسين شهادات دراسية معتمدة من جامعات محلية ودولية خلافاً للحقيقة، وتمكن من الاستيلاء على مبالغ مالية من العديد من الطلبة تحت ذات الزعم.
شهادات ماجستير للبيع
أكدت معلومات وتحريات إدارة مكافحة جرائم التزييف والتزوير قيام “حاصل على بكالوريوس تجارة – مقيم بدائرة مركز شرطة شربين ” بإنشاء وإدارة كيان تعليمي وهمي دون ترخيص “أكاديمية” بمحافظة الجيزة، واتخاذه وكرا لممارسة نشاطه الإجرامي في الاحتيال على راغبي الحصول على الشهادات الجامعية والشهادات العليا “ماجستير / دبلومات” وقام بالإعلان على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي عن مزايا الدراسة بالأكاديمية زاعما كونه وكيلا للعديد من الجامعات المصرية والأجنبية وأن الأكاديمية تمنح الدارسين شهادات دراسية تخصصية معتمدة من الجامعات المصرية والأجنبية في مجالات مختلفة “التمريض – الأشعة – التحاليل الطبية – العلاج الطبيعي – تركيبات الأسنان – مساحة وتشييد – بترول وتعدين” تمكنهم من الالتحاق للعمل بالشركات والمؤسسات والهيئات الكبرى بالداخل والخارج.
وزور الشهادات الدراسية والكارنيهات المنسوبة للعديد من الجامعات المصرية والأجنبية تفيد حصول ضحاياه على درجات الماجستير والدبلومات في العديد من التخصصات العلمية “خلافا للحقيقة” نظير حصوله منهم على مبالغ مالية تراوحت ما بين “10 إلى 20 ألف جنيه” من كل دارس.
وفي مارس الماضي تم ضبط عاطل يدير مركز تعليمي وهمي، وأعلن عن منح شهادات دراسية معتمدة، ودورات تدريبية مقابل الحصول على مبالغ مالية، وقام بالنصب على المواطنين وفر هاربًا وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطه.
دورات للتوظيف
وردت معلومات أكدتها تحريات فرع الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بشرق الدلتا، قيام أحد الأشخاص مقيم بدائرة قسم شرطة أول المنصور، بإدارة كيان تعليمى وهمى «بدون ترخيص» كائن بدائرة قسم شرطة أول المنصورة بالدقهلية، وإتخاذه وكراً لممارسة نشاطه الإجرامي فى الاحتيال على المواطنين، راغبى الحصول على الشهادات الجامعية، وترويجه لشهادات دراسية، بزعم منح الدارسين دورات تعليمية تدريبية، تــمكنهم مــــن الإلتحاق بالعـمـل بالمؤسسات والهيئات الكبـرى بالداخل والخارج، وتمكن من خلال ذلك من استقطاب العديد من الأشخاص، راغبى الحصول على تلك الشهادات، مقابل الحصول منهم على مبالغ مالية.
مراكز النصب وصلت الصعيد
كما ظهرت بعض المراكز الوهمية في الصعيد، ونجحت في ضبط شخص بسوهاج لإدارته مركز تعليمى “بدون ترخيص” وإصدار شهادات غير معترف بها يستخدمها الشباب فى تقديمها كمسوغات تعيين، حيث أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة قيام “سيد م. س” بإدارة مركز للتدريب وتكنولوجيا المعلومات “بدون ترخيص” وإصدار شهادات تدريبية “IC3” والتى يرغب الخريجين فى الحصول عليها لتقديمها كمسوغات تعيين لهم بمختلف الجهات مقابل مبالغ مالية يتحصل عليها، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه.
3 طرق للنصب علي الطلاب
وقال النائب خالد أبوطالب، إن هناك 3 طرق للنصب علي الطلاب، الاولي وهي أن أي معهد او كيان تعليمي يروج بأنه تابع لجامعة أجنبية في الخارج، ويكون بالفعل تابعاً لها ولكن تلك الجامعة غير معتمدة في مصر، وبالتالي يحصل الطلاب على شهادات بلا فائدة ولا تعتمدها مصر وبذلك كأنها لم تكن.
وأضاف أبو طالب، أما الطريقة الثانية، وهي مكتب تابع لكيان وهمي يتقدم الطلاب إليه، بالأوراق ودفع المصروفات أو علي الاقل دفع القسط الأول، ومع بداية العام الدراسي، يذهب الطلاب إلى المعهد أوالأكاديمية، فيجد انه مجرد مكان تم استئجاره مؤقتا ولا يوجد مكان تعليمي بالمعني.
أما الطريقة الثالثة، والمعروفة وهو أن هناك كيان بالفعل ولكنه يزور كل الأختام والاوراق تؤكد أنه تابع لوزارة التعليم العالي، وبعد اربع سنوات أوسنتين دراسة يكتشف الطالب عند التقدم للتوظيف أن الشهادة مزورة.
ويشير النائب إلى أنه يجب علي الطلاب مراجعة أسماء المعاهد والجامعات والكليات التابعة والمعتمدة من الوزارة، والتي تشير إليها الوزارة التعليم العالي كل عام، مع بداية التقدم للجامعات.
ثقافة الطمع
وأكد اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمني، أن ثقافة الطمع تقف وراء ظهور هذه المراكز التعليمية الوهمية، التي يسعى من خلالها أصحاب الضمائر الغائبة جمع الأموال بشتى الطرق، مشيرا إلى أن أباطرة المراكز التعليمية الوهمية، يلجئون لتطويع التكنولوجيا لصالح جرائمهم، عن طرق تزوير و”ضرب” الشهادات.
ضبطية قضائية
وفي المقابل يقول د. حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي، إن الوزارة لديها صفة الضبطية القضائية وتستطيع الذهاب الي تلك الأماكن الوهمية، ثم يتم إصدار قرار بالغلق في حالة غير المرخصة، الوزارة تتابع جميع إعلانات التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، فإذا وجدنا كيانًا ليس لدينا علم به تذهب لجنة الضبطية القضائية إلى هذا المكان وتتبع الاجراءات.
ويؤكد المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي، الوزارة تقف بالمرصاد ضد بائعي الوهم للطلاب، ونضع قائمة علي الموقع الرسمي للوزارة بأسماء الجامعات والمعاهد المرخصة علي الطلاب وأولياء الأمور الرجوع إليها قبل التقدم لأي جامعة أومعهد، مع ذلك الوزارة تستخدم كل الوسائل الممكنة لحماية الطلاب، وأعيننا متيقظة دومًا للحفاظ علي مستقبل أولادنا.