توب ستورى

معركة بدر أشهرها..12 معركة إسلامية كبرى وقعت في رمضان

كتب شريف حمادة:

يأتي شهر رمضان في مقدمة الأشهر التي شهدت غزوات ومعارك غيرت حال الإسلام والمسلمين ، فكان شهر الجهاد كما أنه شهر القرآن، وحتى في العصر الحديث كان نصر العاشر من رمضان، “السادس من أكتوبر 73″،خير شاهد على أن الشهر رمضان شهر العمل والاجتهاد وليس شهر النوم والكسل.

فكان شهر رمضان محفزاً للجهاد والقتال عند المسلمين، مع أنّه شهر صيام عن الطعام والشراب، وكان ذلك دافعاً لشنّ الغزوات، إيماناً منهم بأنّ الموت فيه في سبيل الله يثاب عليه المجاهد أضعافاً عند الله، ولذا فقد وقعت في هذا الشهر كبرى الغزوات التي انتصر فيها المسلمون على أعدائهم، ومنها المعارك الآتية:

ومن الغزوات والمعارك الهامة التي حصلت في تاريخ المسلمين:

أولاً: غزوة بدر الكبرى:

كانت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة، ووقعت بين رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلّم ومشركي مكة، وقد سمَّى القرآن الكريم ذلك اليوم “يوم الفرقان”، لأن الله تعالى فرق فيه بين الحقّ الذي تمثله جماعة المسلمين، وبين الكفار الذين أنكروا دعوة الإسلام.

وقدّرت كتب السيرة عدد المسلمين بــ 313 رجلاً، والكفار بــ 1000 رجل، وفيها دعا النبي، صلّى الله عليه وسلم، ربّه وناشَده نصره الذي وعده، فأنزل الله تعالى نصره على المؤمنين وأمدهم بالملائكة المسومين، نزلت الآية الكريمة: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ [آل عمران: 123 – 125].

انتصر المسلمون في هذه معركة بدر، وقُتل سبعون من المشركين وأُسر سبعون، وكان ممّن قتلوا عمرو بن هشام المعروف بــ “أبي جهل”.

ثانياً: غزوة فتح مكة:

كان فتح مكة في السنة الثامنة لهجرة النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وقد خرج النبي في رمضان ومعه عشرة آلاف من الصحابة فافتتح مكة، ودخلها فطاف بالبيت الحرام، ثم حطم 360 صنماً حول الكعبة، ثم دخل الكعبة، فصلّى فيها ركعتين، وكبّر في نواحي البيت، وخطب في الناس خطبة عرفت بخطبة فتح مكة، وبايعه أهل مكة، رجالاً ونساء، على الإسلام، وأطلق سراح أسرى كفارها، وقال قولته الشهيرة: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، وأصبحت مكة جزءاً من دولة المسلمين، وأقام بها النبي، صلى الله عليه وسلّم، 19 يوماً، يرشد الناس إلى الإسلام، ويبثّ سراياه حول مكة للدعوة إلى الإسلام وتحطيم الأوثان.

روي عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما: أنّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، غزا غزوة الفتح في رمضان، رواه البخاري.

وقال أبو سعيد الخدري، رضي الله عنه: “سافرْنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى مكة ونحن صيام، فنزلنا منزلاً فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إنكم قد دنَوتم من عدوِّكم، والفِطر أقوى لكم)، فكانت رخصةً، فمنا من صام، ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلاً آخَر فقال: (إنكم مُصبحو عدوكم، والفِطر أقوى لكم فأفطروا)، وكانت عزمةً، فأفطرنا”، رواه مسلم.

 ثالثاً: معركة القادسية:

كانت في رمضان، فى سنه خمس عشرة للهجرة، بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص ، وهي من المعارك الفاصلة بين المسلمين والفرس، وقد عانى المسلمون في هذه المعركة من الأفيال، ونفرت منها الخيل، ولكن القبائل العربية التي كانت حليفة لكسرى قبل إسلامها، انضمت لجيش المسلمين، ومنها قبيلة تميم، التي كان لها دور كبير في وضع خطة لهزيمة الفيلة، بحكم خبرات أفرادها السابقة في القتال بجوار الفرس في السابق، فنجحت هذه الخطة في هزيمة الفرس، بعد أن استشهد الآلاف من جيش ابن أبي وقاص.

رابعاً: فتح بلاد الأندلس”إسبانيا حاليا”:

كان الفتح في رمضان، سنة 92 هـ، بقيادة طارق بن زياد، ومعه اثنا عشر ألف جندي، عامّتهم من المسلمين البربر، فهزموا الجيش القوطي، وكان زهاء أربعين ألف جندي، وقتلوا ملكهم، وكانت بداية الفتح الإسلامي للأندلس.

خامساً: معركة الزلاقة:

وهي في جنوب “الأندلس” دولة إسبانيا حالياً، كانت في سنة 479هـ، جرت المعركة المشهورة بين جيش المرابطين، بقيادة يوسف بن تاشفين، الذي دخل الأندلس من المغرب، وجيش الفرنجة، وكان قائد الفرنجة قد كتب كتاباً يتهدّد فيه المسلمين، فكتب له ابن تاشفين على ظهر كتابه: “الذي يكون ستراه”، وقاد المعركة بنفسِه، وكان في الرابعة والثمانين من عمره،  وكتب الله فيها النصر له ولجيشه.

وكانت معركة الولاقة بداية عصر المرابطين في الأندلس، وهو العصر الذي تلا عصر الطوائف الذي كادت فيه الأندلس أن تسقط، لولا انتقال المرابطين من المغرب إلى الأندلس، بعد استنجاد آخر ملوك الطوائف، المعتمد بن عباد، بابن تاشفين، مع أنّ هذا الأخير أطاح بحكمه فيما بعد وتولى هو إمارة الأندلس.

سادساً: معركة عين جالوت:

كانت المعركة الفاصلة بين المسلمين والمغول أو التتار كما يطلق عليهم البعض في رمضان،عام 685هـ، بقيادة السلطان سيف الدين قطز، وقائده العسكري ركن الدين بيبرس، ضد التتار الذين كانوا قد اجتاحوا بغداد.

وعين جالوت قرية تقع بالقرب من نابلس، فلما التقوا ألقى الملك المظفر خوذته عن رأسه إلى الأرض، وصرخ بأعلى صوته: “وا إسلاماه”، ثم بدأت المعركة فانهزم التتار في البداية، ثم عاودوا الكرّة،  فكاد جيش المسلمين أن ينهزم، لولا أن صرخ قطز صرخة وصفتها بعض كتب التاريخ بالعظيمة، فسمعه معظم العسكر، فحفزهم على القتال، ونزل السلطان عن فرسه، ومرَّغ وجهه في الأرض وقبَّلها، وصلّى ركعتين، فكانت الغلبة لجيشه.

سابعاً: معركة بلاط الشهداء:

وهو سهل قريب من مدينة بُواتييه الفرنسية، قرب باريس، وقعت فيه المعركة الشهيرة بين المسلمين والفرنجة، بقيادة عبد الرحمن الغافقي، سنة 114 للهجرة، في أواخر شعبان وأول رمضان، وقد قتل فيها الغافقي، وانهزم المسلمون، وكان ذلك سبباً في وقف الفتح الإسلامي في أوروبا.

ثامناً: موقعة حطين:

أما موقعة العزة والتى كانت فى عودة القدس للدولة الإسلامية فكانت في رمضان، سنة 584هـ، بقيادة صلاح الدين، وكانت معركة فاصلة بين الصليبيين والمسلمين، وحطين قرية تقع بالقرب من قرية المجاورة، بين الناصرة وطبريا، انتصر فيها المسلمون، ووضع فيها الصليبيون أنفسهم في وضع غير مريح إستراتيجياً، داخل طوق من قوات صلاح الدين، أسفرت عن تحرير مملكة القدس وتحرير معظم الأراضي التي احتلها الصليبيون في الشام.

تاسعاً: فتح عمورية:

وهي بلدة كبيرة قرب أنقرة التركية، وكانت من أفضل البلاد الأوروبية، وأكثر مكانة من القسطنطينية، وكان الروم قد هاجموا المسلمين، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، كما أوردت كتب التاريخ، وأسروا الرجال وسبوا النساء، فصاحت منهم امرأة هاشمية: “وا معتصماه”، فبلغ الخبر المعتصم، فأجابها وهو جالس على عرشه: “لبيكِ، لبيكِ”، وجهّز جيشاً عظيماً، وخرج إلى الروم، فافتتح عمورية في رمضان، سنة 223هـ.

وقال ابن الأثير: “ولما خرج ملك الروم وفعل في بلاد الإسلام ما فعل بلغ الخبر المعتصم فلما بلغه ذلك استعظمه وكبر لديه وبلغه أن امرأة هاشمية صاحت وهي أسيرة في أيدي الروم وامعتصماه فأجابها وهو جالس على سريره: ” لبيك لبيك “، ونهض من ساعته، وصاح في قصره: “النفير النفير”.

عاشرا : فتح حارم :

قال ياقوت الحموي: “حارم” بكسر الراء: حصن حصين، وكورة جليلة، تجاه ” أنطاكية ” وهي الآن من أعمال حلب، وفيها أشجار كثيرة ومياه، وهي لذلك وبئة وهي فاعل من الحرمان أو من الحريم، كأنها لحصانتها يُحرمها العدو وتكون حَرَماً لمن فيها.

وقال شهاب الدين المقدسي:”قال العماد الكاتب: وفي تلك السنة – يعني: سنة تسع وخمسين وخمس مئة – اغتنم نور الدين خلو الشام من الفرنج وقصدهم، واجتمعوا على ” حارم ” فضرب معهم المصاف، (أي وقف بجيشه صفوفاً أمامهم) فرزقه الله تعالى الانتقام منهم فأسرهم وقتلهم، ووقع في الإسار إبرنس أنطاكية وقومص طرابلس وابن لجوسلين ودوك الروم، وذلك في رمضان.”

حادي عشر: معركة شقحب:

وكانت بين المسلمين والتتار في رمضان سنة (702) هـ.

 وقال ابن كثير:”وأفتى – أي: شيخ الإسلام ابن تيمية – الناس بالفطر مدة قتالهم وأفطر هو أيضا وكان يدور على الأجناد والأمراء فيأكل من شيء معه في يده ليعلمهم أن إفطارهم ليتقووا على القتال أفضل فيأكل الناس، وكان يتأول في الشاميين قوله صلى الله عليه وسلم إنكم ملاقو العدو غدا والفطر أقوى لكم فعزم عليهم في الفطر عام الفتح كما في حديث أبي سعيد الخدري.”

 وقال:”ثم نزل النصر على المسلمين قريب العصر يومئذ واستظهر المسلمون عليهم ولله الحمد والمنة  فلما جاء الليل لجأ التتر إلى اقتحام التلول والجبال والآكام فأحاط بهم المسلمون يحرسونهم من الهرب ويرمونهم عن قوس واحدة إلى وقت الفجر فقتلوا منهم مالا يعلم عدده إلا الله عز وجل وجعلوا يجيئون بهم في الحبال فتضرب أعناقهم ثم اقتحم منهم جماعة الهزيمة فنجا منهم قليل ثم كانوا يتساقطون في الأودية والمهالك ثم بعد ذلك غرق منهم جماعة في الفرات بسبب الظلام وكشف الله بذلك عن المسلمين غمة عظيمة شديدة ولله الحمد والمنة.” انتهى من “البداية والنهاية” (14 / 26).

ثاني عشرً: حرب أكتوبر:

كانت في رمضان، سنة 1973م، وفيها تمكّنت القوات العربية من الانتصار على القوات الصهيونية الغاصبة، فعبرت الجيوش العربية قناة السويس، وحطمت أسطورة “الجيش الإسرائيلي” الذي لا يقهر، بعد أن حطّموا خطّ بارليف الحصين.

ليوبارد لخدمات الامن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى