توب ستورى

«جيم كارى» أدى دوره فى فيلم« أحبك موريس».. حكاية «ستيفن راسل» ملك الهروب

كتبت:جودى شريف

 

حكم القاضى على المحتال الأمريكى “ستيفن جاي راسل” بالسجن لمدة 150 سنه في زنزانة عزل عالية التأمين مساحتها 6 – 9 أقدام ، مع الخروج لمدة ساعة أو أقل يوميًا للتريض والاستحمام، ورؤية أي زائر من خلال لوح زجاجي سميك، ولا يسمح له بلمس أي شخص غير الحراس الذين يجرونه أثناء مغادرته للزنزانة.

ونظرا لنجاحه المتكرر فى الهروب من السجن وبطرق مختلفة ،استلهم المؤلفون قصة فيلم “ I Love You Phillip Morris” الذى إنتج عام 2009م ، بطولة النجم الكبير «جيم كارى».

فرغم أن ستيفن راسل فى الستين من عمره إلا أن إدارة السجن الإجراءات المشددة التى تتبع فقط مع السجناء الخطرين أو المحكوم عليهم بالإعدام، إلا أن السبب في تشديد إجراءات الحراسة حوله هو الخوف من هروبه من السجن، فقد خرج من سجنه أربع مرات خلال فترة التسعينيات.

ولد راسل في عام 1957م وقضى معظم طفولته وهو يعتقد أنه ابنًا لأحد سكان ولاية فيرجينيا المتدينين الذين يديرون شركة كبيرة لإنتاج المواد الغذائية، لكنه اكتشف في سن التاسعة أنه ابن بالتبني ، وقد علم لاحقًا أن والديه الحقيقيين قد تزوجا وأنجبا أطفال آخرين لكنهما لم يحاولا الاتصال به على الإطلاق.

وبعد معرفة حقيقة نسبه أصيب بحالة نفسية سيئة ، حيث بدأ في التصرف بطريقة شرسة مع أقرانه، وانخرط في مجموعة من الأعمال الإجرامية البسيطة، ولم يعرف والداه بالتبني ماذا يفعلان حيال هذا الأمر، فأرسلاه إلى دار لرعاية الأولاد، ومع وصوله لسن الشباب عمل كنائب ضابط شرطة متطوع وتعرف على سكرتيرة ووقع في حبها وتزوجا لاحقًا وأنجبا طفلة تدعى ستيفاني، ورغم حياته المستقرة إلا أنه كان يعانى من أزمة تخلي والديه عنه حتى عام 1985م عندما توفي والده بالتبني، فسبب له ذلك أزمة نفسية أخرى.

وبدأ راسل يعيش حياة جديدة فأخبر زوجته أنه مثلي ويريد إنهاء هذا الزواج، وبالفعل تم الطلاق، وبعد أن علم مديره بميوله المثلية فقام بطرده من عمله على الفور، قرر راسل البدء في أعماله الخاصة والتي بدأت ببيع ساعات رولكس مقلدة، ثم قام بالاحتيال على شركة تأمين بمبلغ 45 ألف دولار، ولم يجذب أيًا من تلك الأعمال انتباه القانون، ولم يتم القبض عليه إلا في عام 1992 بعد أن قدم جواز سفر مزور.

حكمت المحكمة على راسيل بالسجن لأول مرة لمدة 10 سنوات في سجن مقاطعة هاريس، وعلم راسيل أن الشخص الذي كان يواعده مصاب بمرض نقص المناعة البشرية”الايدز”، فقرر الهروب من السجن ليراه قبل أن يموت، فقام بمراقبة الحراس جيدًا حتى تعرف جيدًا على أنماط نوبات الحراسة ، واستطاع أن يسرق بنطال رياضي وقميص برابطة عنق من أغراض السجانين، كما أيضًا استطاع أن يحصل على راديو كان الحراس عادة ما يحملون مثله، وعندما قرر الهرب انتظر ذهاب الحراس لاستراحة التدخين المعتادة وهم يرتدون ملابسهم ويمشون إلى باب الخروج، وسار معهم واستخدم الراديو للنقر على نافذة حارس البوابة الذي فتح له الباب وفجأة وجد نفسه على الطريق ولم يكن يصدق ذلك في البداية.

 وبعد هروبه توجه مباشرة لشقة صديقه للاطمئنان عليه، ثم غادر إلى المكسيك، ومع ذلك فإن حرية راسل لم تدوم طويلا  ليس لأن الشرطة تعقبته إلى المكسيك، لكن لأنه مرض مرضًا شديدًا في المكسيك، فكان عليه أن يعود للولايات المتحدة لتلقى العلاج المناسب، وأثناء وجوده في أمريكا عاد للعمل في الاحتيال مرة أخرى على شركات التأمين، فتم اعتقاله مرة أخرى بعد أن ظل طليقًا لمدة عامين تقريبًا.

 ووبعد قضاء عدة سنوات تم إطلاق سراحه في ربيع عام 1995م ، ولكنه لم يكف عن نشاطه الاحتيالي على شركات التأمين، واستطاع أن يحصل على وظيفة مدير مالي لشركة إدارة طبية ضخمة وكانت كل الأوراق التي قدمها للحصول على تلك الوظيفة مزورة، وبعد تعيينه بدأ في اختلاس مبلغ 800 ألف دولار، وكان ذلك بعلم من مدراء تنفيذيين أخرين بالشركة، وبالرغم من أنه لم يكن لديه أي خبرة في هذا العمل إلا أن مديره اعترف فيما بعد أن أداءه في العمل كان أفضل من كل المدراء التنفيذيين الآخرين في الشركة.

 وكان بالطبع أن يتم اكتشاف اختفاء 800 ألف دولار من أموال الشركة في حوالي 5 أشهر فقط ، وبالتالى تم إرساله للسجن مرة أخرى،لكنه أخبر الضابط الذي أتى لاعتقاله أنه مصاب بمرض السكر وعليه أخذ الدواء، فأخذ كل حقن الأنسولين الخاصة به وحقن نفسه بها، و ذكر صديقه أنه كان يريد أن يمنح نفسه بعض الوقت في المستشفى ليخطط للهرب.

وفى هذه القضية حكم عليه القاضي بدفع كفالة قدرها 900 ألف دولار، لكن محتال محترف مثل راسل استطاع أن ينتحل شخصية القاضي وأخبر الموظف أنه خفض الكفالة إلى 45 ألف دولار، وبالفعل دفع راسل الكفالة وعاد للمنزل، لكن بعد عدة أيام لاحظت السلطات خطأ المبلغ الذي تم دفعه للإفراج عن راسيل فتم اعتقاله مرة أخرى، وهذه المرة حكم عليه بالسجن 45 عامًا.

اعتمدت خطة راسيل للهروب من السجن هذه المرة على نفس سيناريو الهروب الأول لكنه لم يسرق زي الحرس هذه المرة ، بل استطاع أن يحصل على عشرات من الأقلام الخضراء، وقام بإفراغ أمبوبتها في الحوض الخاص به، وذلك لاستخدامها لصبغ زي السجن الأبيض باللون الأخضر، وهو نفس لون زي الأطباء الزائرين، وبعد بضعة أيام ارتدى ملابس الطبيب وخرج ببساطة مرة أخرى من السجن، وكان راسيل يتقدم بثبات نحو الحراس حتى لا يشعرون أن هناك شيئًا خاطئًا يحدث، وبعد خروجه مباشرة استخدم نفس الملابس لإقناع أحد السائقين أنه طبيب ويحتاج للتوصيل بعد تعرض سيارته لحادث بسيط، وبذلك ابتعد بسرعة عن السجن، وعندما كانت طائرات الهليكوبتر تطوف أجواء المدينة للبحث عنه، كان هو يتناول الشراب في حانة.

وواصل الابتعاد عن مدينة هيوستن فقد هرب إلى الميسيسيبي لكن تم تعقبه بسهولة، لكن خبر هروبه بكل سهولة للمرة الثانية كان قد تسرب للصحف، مما جعل مسئولي السجن في موقف حرج، فوضعوه تحت الحراسة المشددة.

وبدأ راسل اتباع استرتيجية جديدة حيث حاول ادعاء المرض فظهرعلى غير طبيعته، وأخبر مسئولى السجن بأنه مصاب بمرض نقص المناعة البشرية “الايدز” ومن المحتمل ألا يعيش طويلًا، وخلال العشرة أشهر التالية فقد كثيرًا من وزنه ، وأظهر جميع علامات المراحل المتأخرة للمرض الذى كان يعانى منه صديقه السابق، فتم إرساله لدار رعاية تابع للسجن، وأثناء وجوده هناك تلقى المسئولين مكالمة هاتفية تفيد بأن طبيب يريد تجربة عقار جديد على راسيل، وأن عليهم إرساله فورًا لتلقي العلاج.

وهكذا حصل راسل على الإفراج الطبي المشروط وخرج ببساطة من السجن ، وبعد أسبوعين تلقت إدارة السجن مكالمة من نفس الطبيب تفيد بوفاة راسل.

وطبعا لم يكن راسيل مصابًا بالإيدز ، ولم يكن من الصعب على محتال مثله تزوير بعض التقارير الخاصة بمرضه وإرسالها إلى السجن عبر البريد ،وكادت أن تنجح خطته  لكن لسوء حظه حاول راسيل الحصول لاحقًا على قرض قيمته 75 ألف دولار من أحد بنوك دالاس وتشكك فيه البنك وأبلغ السلطات لتحقق في أمره، وتم اكتشاف أن هذا الرجل هو نفسه “راسل المحتال الميت”، ونظرًا للإحراج البالغ الذي سببه للسلطات عدة مرات حكم عليه بالسجن 144 عامًا، منها  45 عام بسبب الاحتيال، و99 عام بسبب هروبه المتكرر.

ليوبارد لخدمات الامن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى